لربما صادفت في حياتك ولو لمرةٍ واحدةٍ شخصاً قد وُلِدَ بملامح غير طبيعية، أو تعرّض لحادث أليمٍ شوّه شكله، لذلك انتشرت عمليات التجميل لإعادة الصورة الطبيعية لشكل الإنسان.وقد يتعرض الأنف لبعض العوامل التي تجعل وظيفته أو شكله غير طبيعي كالولادات المشوهة، والحوادث، والأورام، وأمراض تضخم الغدد الدهنية والتي تعرف باسم فيمة الأنف أو Rhinophyma، ولذلك ظهرت الحاجة لعمليات تجميل الأنف، والتي تعد عملية تجميل الأنف بالليزر أحد أنواعها.
ما هي عملية تجميل الأنف؟
عملية تجميل الأنف هي تغيير شكل الأنف بحيث يبدو شكله أفضل فيتم تصغيره أو تكبيره، ويتم إجراءها أيضاً لتحسين وظيفة الأنف عند المرضى الذين يشكون من بعض الأمراض كضيق التنفس.
ويهمنا في هذا المقال مناقشة العمليات التي تتم بغرض علاج الأنف، وليس لمجرد التجميل فقط للحصول على مظهر أكثر جاذبية، حيث إن الدين قد أباح عمليات التجميل الضرورية لإزالة التشوهات التي قد يولد بها الإنسان، أو إزالة العيوب الناتجة عن مرض أو حادث أو حروق أو غير ذلك.
عملية تجميل الأنف، البحث عن الجمال له جذور تاريخية
عمليات تجميل الأنف أقدم مما تتخيل، فتجميل الأنف له جذور في مصر القديمة، ابتداءً من عام 3000 قبل الميلاد. في خلال هذا الوقت، شاعت عقوبة قطع أنف المجرمين السارقين.
وقد تركت هذه العقوبة عدداً لا يحصى من المجرمين المشوهين، لذلك قام الجراحين القدماء المصريين بمحاولة إعادة تجميل الأنف. وقد ذكر هذا الأمر بصورة مفصلة في اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة حيث تجد معلومات حوله في بردية إبيرس، أَول بردية كتبت في تاريخ البَشرية، وهي إحدى البرديات المصرية القديمة الطبية التي تعنى بعلم الأعشاب، وعلى الرغم من قدم هذه البردية واعتمادها على الطبيعة إلا أنها وضعت حجر الأساس لعمليات التجميل بعد بضعة قرون.
وبالمثل في الهند، ابتداء من عام 500 ق.م، شاع أيضاً بتر أنف اللصوص، لذلك بدأ طبيب اسمه ساسروتا بإعادة بناء أنوف هؤلاء الرجال، وذلك باستخدام تقنية أكثر تطورا من التي كانت عند المصريين حيث ينسب إلى ساسروتا اختراع رفرف تجميل الأنف، وتلك القواعد لا تزال معتبرة في الجراحة التجميلية الحديثة.
ثم ظهرت بعد ذلك مصنفات طبية كانت بمثابة خطوات كبيرة في النهوض بعمليات تجميل الأنف، وتتضمن تفاصيل حول الوقاية من تشوه الوجه بعد العملية عبر خيوط فضفاضة، وتنظيف العظام المكشوفة، والقضاء على الأنسجة التالفة، ومنع العدوى.
بعد ذلك جاء الجراح الإيطالي Gasparo Tagliacozzi أول مبتكر غربي لجراحة تجميل الوجه، وكتب في 1597م إجراءات عملية تجميل الأنف التي تجرى على الجنود الذين عانوا التشوهات في المعارك. وفي نهاية القرن ال19 تقدمت جراحة الأنف التجميلية أكثر، ووجد الجراحين الأمريكيين والأوروبيين تجميل الأنف فرصة لتحسين قدرات الجهاز التنفسي وتجميل الأنف في آن واحد.
بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، تقدمت العلوم والطب في طرق تجميل الأنف ووسائل التخدير، وأصبحت عملية تجميل الأنف خيار ملموس لأولئك الذين يسعون لتغيير المظهر الخارجي من الأنف. ثم ظهرت تقنيات تجميل الأنف بالليزر لعلاج بعض مشاكل الأنف بدون جراحة، ولكنها لم تطبق بعد بشكل واسع على كافة نواحي تجميل الأنف.
ما هي الأنواع المختلفة لعملية تجميل الأنف؟
إذا كنت تنوي إجراء عملية تجميل الأنف فمن المفيد أن تتعرّف على أنواعها المختلفة. تختلف طرق تجميل الأنف وعلاجه بحسب نوع المرض، فبعض الأمراض تحتاج للتدخل الجراحي والبعض الآخر قد يكفيه العلاج بالليزر.
بالنسبة للعلاج الجراحي فيوجد منه نوعان:
1- الجراحة المغلقة
وفيها يقوم الجراح بعمل الشقوق من داخل الأنف فلا تترك أثراً في شكل الأنف الخارجي، وتستعمل هذه الطريقة عندما تكون عيوب الأنف خارجية وقليلة ويمكن علاجها بدون الحاجة لفتح الأنف.
2- الجراحة المفتوحة
وفيها يضطر الجراح لعمل شقوق صغيرة أسفل الأنف، ويختفي أثرها بعد بضعة أشهر من العملية.
أما عن تجميل الأنف بالليزر فإن الاسم يبدو براقاً، ولكن للأسف لم يتوسع العلم فيه بالقدر الكافي الذي يسمح بإجراء كافة عمليات تجميل الأنف بالليزر، لأن الليزر هو أداة قطع وتبخير للأنسجة، وقد يضر بعض الأجزاء الداخلية للأنف إذا تم استخدامه بها، ولأنه يؤدي إلى ارتفاع حرارة الأنسجة مما قد يتسبب في موت الخلايا.
لذلك يتم استخدام الليزر بحذر في بعض أنواع أمراض الأنف مثل:
- علاج فيمة الأنف والتي تسمى أيضاً Rhinophyma وهي عبارة عن تضخم الغدد الجلدية الدهنية مما يؤدي إلى كبر حجم الأنف بصورة غير طبيعية، وفيها تكون العملية في الأنف من الخارج فيكون تصغير الأنف بدون جراحة عن طريق الليزر ممكناً.
- بعض الجراحين يستخدمون الليزر بدلاً من المشرط لعمل الشقوق الصغيرة أسفل الأنف في عمليات الجراحة المفتوحة.
- يمكن إجراء عمليات إزالة اللحمية عن طريق الليزر.
- الحساسية الأنفية الناتجة عن وجود غضاريف كبيرة على الحاجز الأنفي.
ولكي تزداد اطمئنانًا فإن الليزر يتم استعماله مع المنظار لتسهيل تجميل الأنف بدون جراحة وتصحيح وظيفتها، حيث يختص الليزر بأنه:
- شعاع يمتاز بدقة التصويب في المكان المراد قطعه.
- لا يحدث نزيف للمريض بالقدر التي تحدثه العمليات الجراحية.
- قد لا يحتاج المريض لتخدير كلي عند إجراء تصغير الأنف بدون جراحة.
- تقليل احتمالية التلوث الناتج عن الأدوات الطبية.
- توفير الوقت حيث لا تتعدى عملية تجميل الأنف بالليزر حوالي 30 دقيقة.
tajmeeli.com
درباره این سایت